تحتل تلك القضية الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة الأممية لعام 2030، كما أنها من أكثر القضايا التي تهم العديد من الدول العربية. حيث تمثل المياه مورد من الموارد الطبيعية المهمة في الحياة البشرية، ولا يمكن أن تتطور الحياة بدونها، وتوزيع المياه ونوعيتها واستخدامها يتغير ضمن البلد الواحد، أو الإقليم الواحد، ويعاني الوطن العربي من أزمة مائية مقارنة بدول العالم. ويرتبط هذا بالواقع الجغرافي والجيولوجي للوطن العربي، حيث يتسم مناخه بالجاف وشبه الجاف الذي يتميز بقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.
وتعتبر الندرة أحد أهم أضلع هذه المعضلة، إذ تمثل المياه العذبة موردًا نادرًا؛ فما لا يزيد عن 2.5% من المياه الموجودة على كوكب الأرض، مياه عذبة تصلح للاستهلاك الآدمي، ومعظمها يتعذر الوصول إليه؛ إذ نحو 70% منها محتجز في الأنهار الجليدية، والثلوج والجليد. كما يتمثل أكبر مصادر المياه العذبة في المياه الجوفية، حيث لا تحوي الأنهار، والجداول، والبحيرات إلا نسبة 0.3 % من المياه العذبة.